![]() |
الانبا ابرام |
عندما نتحدث عن قديسنا العظيم ونعرفه باختصار وُلد تقول هذا القديس في جالاد التابعة لإيبارشية ديروط عام 1829 م. من أبوين تقيين، وكان اسمه بولس غبريال، وقد حفظ المزامير ودرس الكتاب المقدس منذ طفولته، وإذ التهب قلبه بحب الله دخل دير السيدة العذراء مريم "المحرق" حيث رُسم راهبًا باسم بولس المحرقي عام 1848 م. ولما دعاه الأنبا ياكوبوس أسقف المنيا للخدمة حوّل المطرانية إلى مأوى للفقراء، وبقى أربعة أعوام رُسم فيها قسًا عام1863. ولحبه في الرهبنة عاد إلى ديره حيث اختير رئيسًا للدير، فجاءه شبان كثيرون للتلمذة على يديه بلغ عددهم أربعون راهبًا. لكنه إذ فتح باب الدير على مصراعيه للفقراء وسكب كل إمكانيات الدير لحساب أخوة المسيح ثار البعض عليه وعزلوه عن الرئاسة وطلبوا منه ترك الدير.
وهنا نحكى معجزته العظيمه
+ فى سنة 18966 م تفشى مرض الكوليرا بحالة ازعجت جميع الناس .. وفى مساء يوم أجتمع المصلون بدار الأسقفية وقصوا على سيدنا الأنبا إبرام حالة الذعر والخوف المنتشرة فى المدينة من كثرة الذين يموتون يوميا .. فقال لهم لاتخافون من الموت فأننا ان لم نمت اليوم نموت غدا .. أذهبوا وأحضروا القمص ميخائيل " أخيه " .. ولما حضر قال له الأسقف هات مائتى ورقة بيضاء وأكتب على كل منها نحن عبيد يسوع المسيح المصلوب ..
ففعل كما امره الاسقف وقدم له جميع الورق .. فرشمه بالصليب وصلى عليه الأنبا إبرام وقال أعط ورقه لكل من يطلب ليضعها على باب منزله الخارجى وكل من وضعها لم يدخل بيته الوباء وقد أظهر الله مجده وسمع طلبات قديسيه
رشم عليه علامة الصليب "لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع و إياه مصلوباً" ( 1كو 2:2)
أصيب هذا الرجل الأجنبى غير المسيحى بالجنون و حاول معارفه استخدام كل الوسائل الطبية لعلاجه ففشلوا , وذهبوا به إلى السحرة و العرافين و الدجالين و لم تفلح كل محاولاتهم فأشاروا عليهم أن يذهبوا إلى الأنبا أبرام أسقف الفيوم السابق .
إصطحبهم أحد أعيان الفيوم غير المسيحيين فرحب بهم القديس ثم صلى على الرجل المصاب بالجنون ورشم عليه علامة الصليب فهدأ و عاد سليماً ثم طلب منهم أن يأتوا إليه فى الغد , و كان هذا بإرشاد من الله لأن مرافق هذا الرجل شك فى علامة الصليب و صلاة القديس و ظن أنها تعويذة سحرية ، طلب القديس من تلميذه أن يعمل صليباً من الخوص ، ولما حضروا فى الغد رشم المريض بعلامة الصليب فصرخت الشياطين و خرجت منه ، فتأكد مرافقه من قوة الله و صليبه الذى شفى المريض و أخرج منه الشياطين .
+ تم على الصليب فداء وخلاص البشرية , و قيد السيد المسيح به الشيطان عندما مات عليه لأنه وفّى كل ديون الخطية عنا فلم يعد للشيطان سلطان على البشر و لذ ا يخاف الشيطان جدأً من الصليب عندما يستخدمه أحد أولاده بإيمان .
+ جاءت للقديس الأنبا ابرام فقيرة معوزة ولم يكن عنده نقود فى ذلك الوقت ولكن كان احدهم قد أعطاه شالا للغطاء لم يستعمله بعد فتأسف لعدم وجود نقدية معه وقال لها : خذى الشال ده وبيعيه واقضى طلباتك .
فأخذته وذهبتا الى السوق فرأها الرجل صاحب الشال فأشتراه منها ورده الى الأسقف ولكن قبل أن يظهره سأل القديس : لماذا لم تتغط بالشال ياابانا والدنيا شتاء فأجابه " الشال فوق ياولدى " يقصد بأنه عند يسوع الذى احبه . وعنذئد أظهر الرجل الشال وقدمه اليه فقال له رجل الله ربما تكون قد ظلمتها يابنى فأجابه لا ياابى فقد أعطيتها ثمنه بالكامل ياابتى .
+ إذا انزعجت من أى أفكار أو تحركت شهوات شريرة داخل قلبك ورغبات فى إتمام أى خطية ، فأسرع إلى رشم ذاتك بعلامة الصليب و أطلب قوة السيد المسيح المخلص فتنقذك من حروب إبليس مهما كانت قوية ، و كن مثابراً فى طرد هذه الخطايا مهما تكررت ، فإذ يرى الله إيمانك يسحق قوة الشيطان تحت قدميك ...
لقد أكرم القديس الله في حياته فأكرمه الله بعد مماته، أنه امين في وعده.
شفاعة وبركة صلاة الأنبا ابرآم تكون معنا جميعاً، ولإلهنا المجد دائماً إلى الأبد آمين.