![]() |
كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية الشهيرة بالمعلقة |
(59)- البابا " مكاريوس الأول - Macarius 1 " :
في عام 932 م - تنيح البابا " قسما الثالث " ، وظل الكرسي الباباوي خالياً ممن يشغله على مدى شهراً واجداً ، حتى إجتمع أساقفة الكنيسة القبطية وجمع من الإكليروس ، ليتشاروا في أمر إختيار البابا الجديد ، فإستقر رأيهم ، وإجماع إختيارهم ، على إنسان فاضل وبار وصالح من شبرا قبالة بالقرب من مدينة الأسكندرية ، وكان من رهبان
دير الأنبا مقار الكبير ببرية شيهيت .
وكان إسمه في الرهبنه " مقارة " ، وقد تم تجليسه في يوم الأول من شهر برمودة - الموافق : 27 من شهر مارس لعام 932م .
الملوك المعاصرون للخدمة [ تابع خلافة الدولة العباسية - بدايات حكم الدولة الطولونية وإرساء دعائم حكمها في مصر ] :
من الملوك الذين عاصرهم البابا " مكاريوس الأول " - نذكر التالي:
1- الخليفة العباسي القاهر ، 2- الخليفة العباسي المُعتضد ، 3 - الخليفة العباسي المُستكفي ، 4 - الخليفة العباسي المُطيع .
من الأحداث التاريخية الهامة المرتبطة بتاريخ البابا " مكاريوس الأول " :
نذكر من الأحداث الهامة والأشهر في حياة البابا " مكاريوس الأول " - أنه لما إرتقي كرسي الباباوية كبابا للكنيسة القبطية ، ذهب لزيارة أمه ، وكانت أثناء الزيارة تجلس في منزلها ، وتقوم بمزاولة مهنة غزل الأقمشة ـ فلما رأته داخلاً عليها ، تصنعت التظاهر بعدم الإهتمام بحضوره ، ولم تسلم عليه ، فلما رآي ذلك قال لها : " أتعلمين أني أنا إبنك مكاريوس قد رُقي درجة سامية ، ونال سلطة رفيعة ، وأصبح سيداً لأمة كبيرة ؟ ! " .
فقالت له أمه وعيناها مملوئتان من الحزن عليه : " أني لا أجهلك ، وأعرف يا إبني أن يؤتي بك إليٌَ محمولاً على نعشِ خير لي من أن أسمع عنك أو أراك بطريركاً ، ألا تعلم أنك قبلاً كنت مطالباً بنفسك وحدها ،،، أما الآن - فقد صِرت مُطالباً بأنفس رعيٌتك ، فإذكر إنك أمسيت في خطر ، وهيهات أن تنجو منه ".
قالت الأم له ذلك ، ثم أخذت تستأنف عملها مرةً أخرى .
فخرج الأب البطريرك من عندها حزيناً على ما سمع ، وباشر مهام خدمته ، وهو مُتنبهاًً لقدر المسئوليات التي ألقيت على عاتقه .
نياحة البابا " مكاريوس الأول " :
بعد أن مكث على كرسي الرعاية الباباوية للكنيسة القبطية - مُدة 19 عاماً و11 شهراً و23 يوماً ، تنيح على رجاء القيامة البابا الأنبا " مكاريوس الأول " في يوم 20 مارس عام 952م .
الكاتب اشرف صالح